بائـــــــــع الـــــحلوى

.................................

كان (محمد) مسرعا لكي يصل بسرعة إلى الحافلة ومنها ليصل بالوقت المناسب إلى مقر عمله,

وما إن صعد إلى الحافلة حتى جلس بقربة شاب(أشهب) الشعر ابيض البشرة, لم يهتم لأمره في بادئ الأمر.

تحركت الحافلة وظل( محمد ) يفكر في كيفية الوصول بالوقت المناسب , ثم ما لبث ان قام الشاب ( الأشهب) الجالس بقربه بإخراج نقوده وقام بعدها ودسها في جيبه ثم أخرجها مرة أخرى وعد نقوده وأرجعها , كرر الأمر مرارا مما جعل (محمد) يصاب بالفضول لمعرفة سر هذا الشاب, هل هو مجنون؟ هل يخفي أمرا ما؟ ماهي الا ثواني معدودة حتى بدء محمد بسؤال الشاب:

_(محمد)_ ماذا تفعل يا أخي؟ هل هنالك مشكلة؟

الشاب_ كلا.. لكنني قد أخفقت بحساب أموالي الخاصة عن أموال الحلوى التي ابتعتها اليوم.

محمد_ ما هو عملك؟

الشاب_ أنا اعمل في بيع الحلوى, كل يوم فجرا بعد أن أصلي اذهب إلى شخص يبيع الحلوى فأخذ منه كمية من(قطع الحلوى) أصفها في هذه (الصينية) أشار إلى إناء كبير قد ضمه إلى جهته اليمنى , ثم أضاف:

_ اقطع مسافة(30)كم من مدينتي إلى مدينتكم ألمجاوره لقلة المنافسة هناك , أصل صباحا ثم ابيع الحلوى كبائع متجول أجول الأسواق والشوارع , فأبيعها وعند حلول الظهر, أكون حينها قد رجعت الى بيتي وفي جيبي إرباح من بيع الحلوى.

محمد_ وهل هناك إرباح كبيره من هذا العمل المضني؟

الشاب_ كلا, لأنه بالكاد يسد الرمق ولكن ماذا افعل وكل الُسبل قد سُدّت في وجهي.؟

ثم انقطع الحديث بينهما بعد ان جُمعت اجرة الحافلة, ثم ساد الصمت مره أخرى, الا ان (محمد) أصر على ان يعرف ماذا يحمل هذا الشاب الذي يبدو من كلامه انه ليس بشاب عادي بل يتكلم بلغة اقرب ما تكون إلى المتعلمين ويعمل عمل لا يناسبه, ثم عاود محمد الأسئلة:

محمد_ أرى من حديثك وهندامك انك شاب مثقف فما هو أمرك يا أخي؟

الشاب_ فعلا يا أخي, فأنا خريج كلية ( إدارة واقتصاد) ولكن هذه هي حالنا انتظرت سنتين دون أن احصل على وظيفة,طرقت كل أبواب المؤسسات الحكومية ولكن لم احصل على وظيفة.

قاطعة محمد:

_ صحيح يا أخي فالوظائف تُعطى لأنصاف المتعلمين خاصة ان كانوا ينتمون الى حزب ما او لهم واسطة كبيرة, فالتعيين يتم عن طريق الانتقائية المقيتة بغض النظر ان كان مناسب او لا.

الشاب_عموما, ففضلت ان اعمل هذا العمل بدلا من أن امُد يدي للآخرين او اعمل عملا يغضب الله ويُذهب ديني.

محمد_ بارك الله فيك, تصور أخي ان هنالك بشر يملكون أموال( قارون) لكنهم لا يتورعون عن القتل او السرقة من اجل حفنة من المال.

ثم ما لبث ان رمق الشاب (محمد) بنظرة عرفان له ثم وبحزن شديد وحسرات وأنات تخرج من فمه قال الشاب:

_شكرا لك , ولكن قلة من الناس تقدر الأيادي الشريفة فالمجتمع تغير والناس أصبحوا لا يستهويهم الا الجيوب المنتفخة بالأموال , فتصور ان (عمي) قال( لن اعطي ابنتي لبائع حلوى!!) تصور بائع حلوى يعمل بكد وبعرق جبين ويرُفض.

محمد_ لا تقلب المواجع يا اخي فليس الناس سواء . احتسب بالله وأصبر.

الشاب_ ونعم بالله, ولكن ( ابنة عمي) تزوجت قبل أيام بشاب اُمي لا يقرأ ولا يكتب لأنه يملك سيارة وبيت ويعمل.......!!

محمد_ يعمل ماذا؟

الشاب_ يعمل في إحدى المؤسسات التي تمارس السرقة العلنية وتمتص دماء الجياع.

محمد_ يالله, ما أتعسني اليوم... وما أتعس الدنيا.

ثم هي لحظات محدودة حتى وصلت الحافلة الى مبتغاها , فستأذن محمد من الشاب وودعه, لكن الوداع لم ينُهي من عقل محمد تفكيره وكآبته التي بدأت في بداية يومه.

الا ان سؤال اخير تحسّر محمد لانه لم يطرحه وتمنى لو ان الشاب أجاب عليه , وبقي يتسائل( ولكني رغم ذلك كله لم اعرف اماذا كرر الشاب حساب النقود مرارا وتكرارا , هل كان ذهابه المضني من الفجر وحتى الظهر قد ذهب سدى؟, هل لم يجنى ربحا؟ تمنى لو كان الشاب حاضرا ليعرض عليه مساعدته , او إن يزيل ولو جزء يسير من خسارته بقدر المستطاع)

لكن (محمد) نسى ذلك كله وغاص في فوضى الحياة الواقعية , معزيا نفسه بالصدفة عسى أن تجمعهما الصدفة مره أخرى كما حدث اليوم.

تمت

منقول
...................

رائعة قصتك
مشكور اخي على سردها لنا
بالفعل دنيا انقلبت فيها المقاييس و المعايير
و صار الناس يسودون من معه المال و ينسون
صاحب الاخلاق و القيم
مع ذلك اقول مادام فيها ناس متلك
ابو العز معناها اكيد الدنيا بالف خير
تقبل مروري اخي

هلا ابو العز ......................

اثرت بالقصه واقع تعبنا ان نتجاهله

لكن هذه الدنيا للتهالك
سلمت وما زلنا بالخير ننعم بحمده

سلمت ودمت

اختي زهرة فلسطين واي وائل
شكرا على المرور الذي اسعدني
ولكم مني كل التحية
وشكرا اختي على الكلام الحلو
وكمان انتي فيكي الخير والله
وبنتشرف بمعرفتك

هلا ابو العز هذه
الدنيا واحوالها
مع كل هذ
ما زال اناس بخير
والحمد لله
سلمت ودمت لنا اخي
تقبل مروري



رائعة قصتك مشكور اخي على سردها لنا بالفعل دنيا انقلبت فيها المقاييس و المعايير و صار الناس يسودون من معه المال و ينسون صاحب الاخلاق و القيم ميرسي تقل مروري