عند النظر الى زيارة الرئيس الامريكي بوش الاخيرة الى الشرق الاوسط والذي استقبل فيها بحفاوة مطلقة في اراضي السلطة الفلسطينية حتى انه كان هناك منعا للتجول في محيط المنطقة التي يتواجد فيها والشوارع التي يمر منها ولكن في اسرائيل تم استقباله كما هي الطرق الدبلوماسية العادية المتبعة لاستقبال الوفود السياسية فهل ياترى قدم لنا جورج بوش جنة الفردوس بقدومه وهل ستتغير نتيجة هذه الزيارة لو تم استقباله كما استقبل في اسرائيل ولم نقم باغلاق الطرق لاجله خوفا على امنه وامن الوفد الذي يرافقه على سبيل المثال ؟.
فعند اطلاعنا على النص البيان الرسمي للرئيس بوش في اخر يوم له في فندق الملك داوود بالقدس نلاحظ الاتي :-
- ان الرئيس بوش حث الجانبين على الوفاء بالتزاماتهما بموجب خارطة الطريق الم نتعلم من التاريخ
ان اسرائيل لا يمكن لها ان تلتزم بالتزامات تكون في مصلحة الجانب الفلسطيني اما بالنسبة للجانب الفلسطيني فالمطلوب منها في خارطة الطريق هو المحافظة على امن اسرائيل من خلال القضاء على المقاومة تحت شعار القضاء على الارهاب .
- تحدث بوش عن نقطة الانطلاق لما يسمى بالمفاوضات والاصح ان تسمى املاءات على الجانب الفلسطيني تطبيقها بسبب حكم القوي على الضعيف وقد قال بوش ان يكون هناك نهاية للاحتلال الذي بدأ عام 1967 والسؤال هو هل ستقوم اسرائيل بازالة كل مظاهر الاحتلال من جدار عازل وحواجز وهذا بحد ذاته يتناقض مع عقدة الامن الاسرائيلية فلن تقوم اسرائيل بازالته .
- تحدث الرئيس بوش عن دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة مستقلة ولكن كيف سيتم ذلك مع وجود حالة انفصال جغرافي يتم تدعيمه بوجود حكومتين كل منهما تتدعي انها الحق بحكم شبه شبه سلطة ولا يوجد هناك تحركات جدية لاعادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد واحيانا يكون هناك تعزيز لهذا الشرخ الذي سيؤدي بنا الى هاوية لا تعرف نهايتها .
- صرح الرئيس بوش انه يجب ان يتم التوصل الى اتفاقية تجعل فلسطين وطنا للشعب الفلسطيني واسرائيل وطنا للشعب اليهودي فاذا كانت اسرائيل وطنا للشعب اليهودي فماذا سيكون مصير فلسطينيوا الداخل ( عرب 1948) وهل ستقبل اسرائيل بتبادل سكاني رغم ان هذا التبادل لن يكون لمصلحتنا على المدى البعيد .
- لم يتحدث الرئيس بوش عن عودة للاجئين بل تحدث عن تعويض اللاجئين كحل لقضيتهم .
وهذا يؤكد ان هذه الزيارة لم تكن لصالحنا ولا لصالح قضيتنا بل سيكون لصالح عدونا حتى لو توهم بعض القادة بالسلطة الفلسطينية ان هذا الرئيس (جورج بوش) الذي لايستطيع تنفيذ معظم التزاماته بسبب ان فيها من يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وايضا بسبب المشكلات التي ورط نفسه فيها (العراق ، ايران ، افغانستان ) والسبب الثالث وجود لوبي صهيوني يضغط على الادارة الامريكية من اجل عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين ، ومن هنا وبما ان اسرائيل هي الابن المدلل للولايات المتحدة فان بوش ومن بعده سيستمر بدعم واسرائيل وسنبقى نحن كالغريق الذي يتعلق بقشة وستبقى اجنده العدو هي من تتطبق .