ربما تكون قرعة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين قد خدمت المنتخب التونسي عندما أبعدته عن مواجهة
العمالقة في الدور الاول للبطولة التي تستضيفها غانا خلال الفترة من 20 كانون ثان/يناير الحالي إلى العاشر من شباط/فبراير المقبل لكن الحقيقية هي أن مسيرة نسور قرطاج لن تكون سهلة كما يتوقع البعض.
وربما يرى البعض أن المجموعة الرابعة التي تضم مع الفريق التونسي منتخبات جنوب أفريقيا والسنغال وأنجولا مجموعة متوسطة المستوى لكن الحقيقة أنها في غاية الصعوبة نظرا للتقارب النسبي بين مستويات المنتخبات الاربعة ورغبة كل منها في إثبات تفوقه في الوقت الحالي.
وتشهد هذه المجموعة مواجهات نارية بين المنتخبات الاربعة كما ستكون المواجهة بين المنتخبين التونسي والجنوب أفريقي مباراة ثأرية بعد أن تغلب المنتخب التونسي على جنوب أفريقيا في الدور الاول لبطولة كأس الامم الافريقية التي أقيمت في مصر عام 2006 .
وساهم المنتخب التونسي آنذاك في الاطاحة بجنوب أفريقيا مبكرا من الدور الاول للبطولة قبل أن يخسر المنتخب التونسي (نسور قرطاج) نفسه أمام المنتخب النيجيري في دور الثمانية للبطولة.
لذلك فالبطولة تمثل فرصة لكل منهمامن أجل استعادة هيبته الافريقية المفقودة.
ولكن المنتخب التونسي يبدو أكثر قدرة من جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) على المنافسة في هذه المجموعة خاصة مع فارق الخبرة الذي يتمتع به المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني الفرنسي روجيه لوميير المدير الفني السابق للمنتخب الفرنسي.
ورغم احتلاله المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات خلف المنتخب السوداني نجح المنتخب التونسي في التأهل للنهائيات بل إنه وضع على قمة المجموعة الرابعة في النهائيات.
ويمثل نسور قرطاج مع المنتخب السنغالي أقوى المرشحين للعبور من هذه المجموعة إلى الدور الثاني (دور الثمانية) خاصة وأن المنتخب السنغالي نجح على مدار العامين الماضيين في تطوير مستواه بشكل رائع ليكون أقوى مما كان عليه في كأس الامم الافريقية السابقة التي خرج فيها من الدور قبل النهائي بعد الهزيمة أمام نظيره المصري الذي توج فيما بعد بلقب البطولة.
ويعتمد المنتخب السنغالي بشكل كبير على خبرة لاعبيه مثل الحاج ضيوف وبابا بوبا ديوب وديومانسي كامارا وهنري كمارا وحبيب باي وجميعهم من المحترفين في الاندية الاوروبية.
أما منتخب جنوب أفريقيا فيرى أن فرصته الحقيقية في هذه البطولة هي البداية الجيدة حيث يسعى لتحقيق الفوز في أولى مبارياته بالبطولة على نظيره الانجولي.
وحقق المنتخب الانجولي فوزا وحيدا فقط خلال مشاركاته ببطولات كأس الامم الافريقية ولم يسبق له أن تجاوز الدور الاول للبطولة لكنه كان من بين الفرسان الخمسة للقارة السمراء في كأس العالم 2006 بألمانيا وهو ما يضاعف من صعوبة مهمته في كأس أفريقيا 2008 .
ويبرز من بين نجوم المنتخب الانجولي حاليا فلافيو وجيلبرتو نجما الاهلي المصري وكذلك اللاعبون أكوا وفيجوريدو ومانتوراس ويقود الفريق المدرب لويس أوليفيرا جونكالفي الذي نجح في قيادة المنتخب الانجولي إلى كأس العالم للمرة الاولى في تاريخ الفريق.
وسيكون فوز أي من المنتخبين على الاخر دفعة معنوية هائلة له قد تساعده كثيرا في المنافسة على التأهل لدور الثمانية.
أما الهزيمة فتعني صعوبة موقف الفريق الخاسر حيث سيحتاج إلى مزيد من الجهد للحصول على أي نقطة في مباراتيه التاليتين وهو ما يدركه البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا.