للعام الثاني على التوالي نجحت كرة القدم الايطالية في تحويل مشاكلها خارج أرض الملعب إلى نجاح فائق داخل المستطيل الاخضر لدرجة دفعت البعض إلى تخيل أن النجاح داخل الملعب يرتبط في كرة القدم الايطالي بالمشاكل والضغوط خارج الملاعب.
وعلى الرغم من المشاكل العديدة التي حاصرت كرة القدم الايطالية للعام الثاني على التوالي نجحت الكرة الايطالية في إضافة أكثر من إنجاز حقيقي في عام 2007 إلى إنجاز الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا لتختلط السعادة والحزن في ساحة كرة القدم الايطالية.
وبعد نجاح المنتخب الايطالي في الفوز بلقب كأس العالم 2006 توج ميلان جهوده في عام 2007 بلقبين في غاية الاهمية وهما دوري أبطال أوروبا الذي أحرز لقبه للمرة السابعة وكأس العالم للاندية باليابان للمرة الاولى في تاريخ النادي.
كما حجز المنتخب الإيطالي مقعده في نهائيات كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008) عن جدارة وبعد منافسة شرسة مع نظيريه الفرنسي والاسكتلندي في مجموعته بالتصفيات.
واتخذت رابطة الدوري الايطالي (كالتشيو) قبل أيام خطوة مهمة نحو محاربة الشغب والعنف في الملاعب بعدما طالبت جميع أندية الدوري الايطالي بتنفيذ فكرة مصافحة لاعبي الفرق المتنافسة لبعضهم البعض في وسط الملعب عقب انتهاء جميع المباريات كمحاولة لنبذ التعصب في الملاعب على مستوى اللاعبين والمشجعين.
ويبدو أن الامور قد عادت إلى نصابها الطبيعي في الدوري الايطالي حيث عاد يوفنتوس إلى دوري الدرجة الاولى بعد أن قضى الموسم الماضي في دوري الدرجة الثانية بحكم قضائي اثر إدانة النادي في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري الايطالي والتي تفجرت في عام 2006 .
ولم تعد الاخطاء العفوية أو غير المتعمدة من الحكام دليلا على وجود تواطؤ أو تلاعب في نتائج المباريات.
كما نجح المدرب فابيو كابيللو في التأكيد على السمعة الطيبة للمدربين الايطاليين من خلال فوزه بلقب الدوري الاسباني مع ريال مدريد في نهاية الموسم الماضي بعد عام واحد فقط من قيادة مواطنه مارشيللو ليبي للمنتخب الايطالي إلى الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا.
ورغم إقالته من تدريب ريال مدريد بعد 11 يوما من الفوز بلقب الدوري الاسباني نتيجة الاتفاق الذي جرى مبكرا بين رئيس النادي رامون كالديرون والمدرب الالماني بيرند شوستر لخلافة كابيللو في قيادة الفريق نال كابيللو تقديرا رائعا بإسناد مهمة تدريب المنتخب الانجليزي إليه.
كما أكد المنتخب الايطالي أن فوزه بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا لم يكن مصادفة حيث أكد الفريق على تفوقه وتألقه في عام 2007 من خلال التأهل لنهائيات كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008).
ولكن بنظرة سريعة إلى أحوال الكرة الايطالية خارج الملاعب يبدو الوضع سيئا للغاية ومعتما بدرجة كبيرة حيث ما زال الشغب ومشاغبو الملاعب (الهوليجانز) خطرا يهدد اللعبة سواء في المدرجات أو خارج الاستادات.
وشهد شهر شباط/فبراير الماضي مقتل أحد رجال الشرطة كما شهد شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي أحداث شغب عديدة وفي مدن متفرقة اثر مقتل أحد مشجعي فريق لاتسيو عن طريق الخطأ برصاص أحد رجال الشرطة.
وكانت مقاومة الشغب والقضاء على المشاغبين في عالم اللعبة من القضايا التي شغلت السلطات الايطالية كثيرا في عام 2007 خاصة بعد أن هاجم الهوليجانز وحدات الشرطة في العاصمة روما ومدينة ميلانو.
وفي نفس الوقت الذي اعتمد فيه تأمين الاستادات الايطالية على الحواجز المعدنية والخنادق المائية لمنع وصول الهوليجانز إلى أرض الملعب شاهد المشجعون في إيطاليا المباريات في بطولات الدوري الاخرى بأوروبا تجرى في ملاعب لا تعتمد على مثل هذه الحواجز.
وما زالت النظرة مظلمة إلى كرة القدم الايطالية بشكل عام حيث أوضحت التحقيقات الجارية حاليا أن شيئا لم يتغير منذ تفجر فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في ربيع عام 2006 فما زال لوشيانو موجي المسئول الكبير سابقا في نادي يوفنتوس والذي فرضت عليه عقوبة الايقاف خمس سنوات بسبب إدانته في هذه الفضيحة من العناصر المؤثرة والمهيمنة على كرة القدم الايطالية.
يواجه موجي حاليا اتهامات بالتآمر الجنائي والاحتيال الرياضي والتهديدات وذلك في محاكمة تشتمل معه أيضا على 36 آخرين وبدأت بالفعل في 15 كانون أول/ديسمبر.
ويعتقد ممثلو الادعاء الذين أجروا تسجيلات لموجي منذ خريف 2006 أنه ما زال مستمرا في التأثير على بعض أمور كرة القدم الايطالية مع الاهتمام بالتأثير على شئون مديري الاندية ووكلاء اللاعبين.
وأوضحت صحيفة "لا ريبابليكا" الايطالية أن شبكة موجي ما زالت نشطة وفعالة وما زالت تضم بين صفوفها مسئولين بالاتحاد الايطالي للعبة.
وقال وليام بونجيليني رئيس رابطة دوري الدرجة الرابعة بإيطاليا في رسالة كتبها إلى موجي "عزيزي موجي ، أقف بمفردي الان في المعركة ولكنني لا أيأس ولا أنسى أصدقائي".
وأوضح بونجيليني أيضا لموجي أن ممثل الادعاء في نابولي قد استجوبوه أيضا وهو ما قد يعتبر جريمة أيضا لان موجي نفسه يخضع للتحقيقات في نفس المدينة.
ورغم عدم مقدرة موجي حاليا على حبس الحكام في غرف تغيير الملابس في حالة الاضرار بفريق يوفنتوس كما كان يفعل في الماضي تم تسجيل مكالمة لموجي مع أليسيو سيكو أحد مسئولي فريق يوفنتوس حاليا بالاضافة للتعاون مع ناديي سيينا وليفورنو.
وكان ألدو سبينيللي رئيس نادي ليفورنو قد عرض على موجي الانضمام إلى طاقم العمل الخاص به في النادي.
ويبدو أن موجي يرتبط أيضا بعلاقات جيدة مع مسئولي الشرطة كما يطلق عليه بعض المتورطين معه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والتي اكتشفت في 2006 لقب "الرئيس".
وأكد موجي أكثر من مرة في مقال بصحيفة "ليبيرو" الايطالية وفي محطات الاذاعة والتلفزيون أنه وقع ضحية ل"القوى الكبيرة".
وانتقد بعض المعلقين انتهاك خصوصية موجي لانه ما زال رجلا حرا يمكنه التحدث إلى أي شخص.
بينما فضل آخرون التأكيد على ضرورة وجود الاخلاقيات وأهميتها في عالم كرة القدم.
في المقابل لم يبد سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا الاسبق ومالك ورئيس نادي ميلان الايطالي حاليا هذا الاهتمام الكبير عندما قال إن هذه الفضيحة التي لحقت بموجي كانت "مجرد تهمة ملفقة" تسببت في فقدان فريقه للقب الدوري لسنوات قليلة.
وبدا أن بيرلسكوني نسي أن القضاة الرياضيين أدانوا أيضا لياندرو مياني أحد مسئولي ميلان مما أدى لفرض عقوبة بخصم ثماني نقاط من رصيد ميلان من النقاط في الدوري الايطالي الموسم الماضي 2006/2007 .
وفي الوقت الذي يستعد فيه القضاة الرياضيون لمحاكمة أخرى وعد جانكارلو أبيتي رئيس الاتحاد الايطالي للعبة حاليا بالتصدي السريع والمعاقبة الصارمة للمذنب.
ويشعر عشاق كرة القدم الايطالية أن ذلك قد يكون طريقا جيدا لبداية عام 2008 .
<HR color=#7ba2ad>
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.
جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق