تقول الحكمة الشهيرة " لفولتير" (احد المفكرين الفرنسيين )ما يلي:ادا اردت ان تتحدث معي فعليك ان تحدد مصطلحاتك.
فمن هدا المنطلق فلابد من وضع تحديد مفاهيمي لمصطلح "السياسة "ومحاولة تقريب المفهوم
وبخصوص هدا الشان فقط حاول مجموعة من المفكرين الكبار من تقديم تعريف للسياسة من خلال طرحهم لثلاث منظورات
وهي:المنظور المثالي،المنظور الواقعي ،المنظور الميكيافيلي .
فالبنسبة للمنظور المثالي:مصطلح السياسة هواسم مشتق من الاسم اليوناني الدي كان يطلق على مجتمع المدينة انداك،فالسياسة عند اليونانيون وبالضبط عند ارسطو هي كل ما من شانه ان يحقق الحياة الخيرة للمجتمع الدي له خصائص متميزة اهمها: الاستقرار والتنظيم الكفء والاكتفاء الداتي،وبالتالي فعلم السياسة هنا يجب ان يركز على دراسة طبيعة الحياة الخيرة كما تظهر في المدن اليونانية .
اما المنظور الواقعي:فقد ظهر في العصور الحديثة،وقد كان التعريف الدي اقترح في هدا المجال لعلم السياسة، هو دلك العلم الدي يدرس "الدولة"ومن ثم فان الانشطة والنظم التي توصف بانها سياسية هي تلك التي يتحدد انتماؤها اساسا الى الدولة
غير انه ظهر صعوبات امام تحديد هدا الكيان "الدولة"،وعلى الرغم ايضا من اي مجتمع سياسي نطلق عليه مصطلح "الدولة" فاننا بحاجة الى ان ننظر فيما وراء الدولة لكي نعرف تماما السبب الدي يجعلنا نعتبرها ظاهرة سياسية.
اما المنظور الميكيافيلي:فقد سادفي القرن السادس عشر عند مكيافيل فهو يؤكد ان السياسة هي القوة وبهدا تصبح دراسة السياسة هي دراسة لعلاقات القوة بين الناس من حيث صورها واشكالها ،والنظم التي تكون معبرة بنائيا ووظيفيا عن هده الصور والاشكال،وهدا المنظور يريد ان يبين لنا ان علم السياسة هو علم مفرغ من اي محتوى اخلاقي ،فالسياسة هي المكر والخديعة والسيطرة والاحتيال ،الا انه هناك من يقول براي مخالف بان مفهوم السياسة يتحدد بتحدد السلوك السياسي لعملية الحكم،التي تجعل من السياسة نفسها تتخد ابعادا ثلاثة:اما انها مجموعة من المهارات كالخبرة العملية،والحكمة العملية التي تؤدي الى بلوغ الغاية وتحقيق الاهداف بنجاح من خلال تطبيق الالهام والاستدلال الحدسي ،او انها هي دلك المنهج العلمي الدي يقوم على البحث من خلال دراسة الظواهر السياسية ومحاولة تقييم المعلومات المحصل عليها وتمحيصها،او ان السياسة ما هي الا فلسفة، فافلاطون كان يقول بان حكم الناس لن يستقيم ما لم يصبح الفلاسفة حكاما،فافلاطون كان يهدف من قوله هدا ان السياسة لا يمكن ان تخرج عن الاطار الفلسفي
ومن هنا فنحن بحاجة دائما لطرح تساؤلات تتناسب مع الاسباب التي من اجلها يحكم الناس ،وماهو النظام السياسي الامثل ، وما الغايات التي يسعى الى تحقيقها ؟ هده التساؤلات يصعب الاجابة عليها من خلال الوصف والتصنيف بل يجب ان نبحث اجابة لهده الاسئلة فيما وراء الحياة السياسية